الأربعاء، 29 نوفمبر 2017

حسن أوريد مرآة الغرب المنكسرة

حسن أوريد مرآة الغرب المنكسرة
أثار الأستاذ حسن أوريد في هذا الكتاب العديد من القضايا التي يعتبرها الغرب عموما مصدر قوته وتفوقه، والتي منحته بالفعل العديد من عناصر التقدم والتطور، لكن نقط القوة هذه نفسها هي التي تشكل اليوم مواطن ضعفه ونقصه بسبب ما أصابها من الأمراض وتطرق إليها من الأدواء، فأصبحت بمثابة مرايا منكسرة لا تعكس الصورة الحقيقية الناصعة لهذه المبادئ، بل تظهر تصدعات وتشققات ستؤدي حتما إلى انهيار القيم الإنسانية الأنوارية التي بنى عليها الغرب حضارته.
وهذه المبادئ هي: اقتصاد السوق الذي ينخر كيانه هيمنة المال وشيوع قيم الاستهلاك في ظل الرأسمالية المالية التي تصبو إلى السيطرة على العالم والتحكم فيه عن طريق المؤسسات المالية العالمية وإملاءاتها المجحفة، ثم التحرر العقلي الذي زاغ عن سكته عندما أصبح ذا طابع مادي آلي بحت، وبعدهما الثورة الجنسية المستندة على التحرر الجسدي بدون حدود ولا قيود، ثم الإعلام والصورة اللذان اخترقهما الإشهار واستعبدهما، وكذلك الديمقراطية التي استكانت إلى التأثيرين المالي والإعلامي فأصبحت في مهب الريح.

هذه عموما هي أهم القضايا التي ناقشها الرجل في الكتاب باعتبار مآلاتها المأسوية التي غدت تشكل مرايا الغرب المنكسرة التي تظهر صورته المتصدعة رغم البريق واللمعان. وهو عند مناقشته لهذه القضايا يجنح في الكثير من المرات إلى ابتسار واختصار أراء العديد من المفكرين والفلاسفة الغربيين وينزع أقوالهم من سياقاتها الشيء الذي يجعل هذه الأقوال تبدو غير مفهومة ولا واضحة، كما أنها تشعر القارئ بالكثير من الملل، لكنه بالمقابل عندما يعمد إلى تحليل هذه الإشكالات ونقدها انطلاقا من أرائه الخاصة تكون حجته أقوى وآراؤه أوضح، ويشعر معهما القارئ بلذة القراءة ومتعة النقاش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق