الاثنين، 24 سبتمبر 2018

المختار بن عبيد الثقفي: مرآة العصر الأموي

المختار بن عبيد الثقفي: مرآة العصر الأموي.
علي حسني الخربوطلي

رغم أن الكتاب من المؤلفات الأولى التي خصصت حياة المختار بن عبيد الثقفي ببحث مستقل وربما قد يكون هذا الكتاب غير مسبوق في هذا الباب لكن الكتاب ضعيف جدا من حيث التحليل والمناقشة وقد أضعفته أمور عدة في نظري منها:
أولا: الكتاب عبارة عن عرض لسيرة الرجل من خلال المصادر التاريخية المعروفة، فلم يعمد كاتبه لا إلى تصحيح أقوال ولا مراجعة أفكار، وإنما عرض ما ورد في هذه الكتب كما هي بدون مناقشة ولا تحليل اللهم إلا إذا تحدثنا عن تصنيفها في مباحث وتقسيمها إلى أبواب وفصول.
ثانيا: في كل مبحث وفصل من فصول الكتاب يكرر المؤلِف بطريقة ظاهرة ممجوجة ما ذكره في الفصول السابقة الشيء الذي جعل الكتاب عبارة عن فصول مكررة ومباحث لا جديد فيها، يسأم القارئ من متابعته وينفر منه، ولا أظن أن قارئا مهما كان صبورا في قراءة الكتب يستطيع أن يتم الكتاب إلى آخره.
ثالثا: لم يأت الكاتب في بحثه بجديد يذكر في هذا الكتاب، باستثناء إفراد هذه الشخصية العربية الغامضة بالبحث والدراسة، ويكفي المرء أن يرجع إلى كتب التواريخ أو السير ويقرأ سيرة المختار دون أن يندم على أنه لم يقرأ هذا الكتاب.
رابعا: لم يحقق الكاتب في الإشكالات الحقيقية المرتبطة بشخصية المختار خصوصا ما تعلق منها بالتهم الثقيلة التي كالها له خصومه ومن بعدهم المؤرخين خصوصا المتعلق منها بالكذب أو إدعاء النبوة أو غيرها.
رابعا: اعتمد المؤلف كثيرا على أقوال المستشرقين في تحليل شخصية المختار ومواقفه دون تحقيق، والأخطر هو أن يعتمد عليهم في ذكر بعض التفاصيل التاريخية مع العلم أنهم إنما استقوها هم أيضا من المصادر التاريخية المتاحة التي يجب الرجوع إليها للتحقق.

حفيظ هروس. 24-09-2018.